الخميس، 3 أكتوبر 2013

حواري الرسول

هو " الزبير بن العوام " علم من أعلام الأمَّة وبطل من أبطالها
وصحابي جليل من أصحاب النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم، أشتهر بالفروسية والشجاعة
يقول عنه المؤرخون ... " إنَّه يُعَدُّ بألف فارس "

حواري الرسول

اسمه ونسبه

الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، القرشي، الأسدي
من قبيلة بني أسد ، ولد سنة 28 قبل الهجرة.
أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

حواري الرسول

كنيته

يكنى بــ " أبي عبد الله " رضي الله عنه وأرضاه

حواري الرسول

أوصافه

ورد أنه كان طويلاً، إذا ركب الفرس خطت رجلاه في الأرض، وكان خفيف اللحية والعارضين يميل إلى السمرة

حواري الرسول

إسلامه

أسلم هذا الصحابي وهو في ريْعان شبابه، لَم يتجاوزِ السادسة عشر عامًا بدعوة من أبي بكر الصديق
قال النبي - صلى الله عليْه وسلَّم (( سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه - منهم: - شابٌّ نشأ في عبادة الله ))
وحين اسلامة عذّبه قومه كثيراً ، فقد كان عم الزبير يعلقه في حصير، ويدخن عليه بالنار ليرجع إلى الكفر ،
فيقول: لا أكفر أبدًا .

حواري الرسول

هجرتة

كان من المهاجرين بدينهم إلى الحبشة ، تزوج أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها " ذات النطاقين "
وهاجرا إلى المدينة، فولدت له أول مولود للمسلمين في المدينة عبد الله بن الزبير ، ثم مصعب
ثم سمى أبناءه بأسماء شهداء الصحابة

حواري الرسول

مناقبة

* هو أول من سل سيفه في الإسلام وذلك بمكة حين أشيع
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل فسل الزبير سيفه وأقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة
فقال : " مالك يا زبير" قال: أخبرت أنك أخذت فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له ولسيفه .

* وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى

* اشتهر بالجود والكرم، وروي عنه أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه خراج أرضه
فما يدخل بيته منها درهما واحدا، بل يتصدق بذلك كله

* حواري رسول الله
فعن جَابِر بن عبد الله قَال : قَالَ النَّبِي يوم الأَحزابِ: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ "
قَال الزُّبَيْرُ : أَنا. ثم قَال: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ ؟ " قَال الزُّبَيْرُ : أَنا . فَقال النَبِي : " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".
* نزلت بسيماه الملائكة
فعن غروة بن الزبير -رضي الله عنهما- قال : كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير.
* جمع له رسول الله بين أبويه في يوم قريظة
فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ -رضي الله عنهما- عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ أَبَوَيْهِ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: "بِأَبِي وَأُمِّي".
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنة.
 أخلاقة

كان وقافا عند أوامر رسول الله
عن غروةَ، عن عبدِ اللَّه بنِ الزُّبَيْرِ -رضي الله عنهما- أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ
الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِيِّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِلزُّبَيْرِ ...
" اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ " فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ. فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ، ثُمَّ قَال ...
" اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ" فَقَالَ الزُّبَيْرُ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } [النساء: 65].

متوكل على الله
كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلاً :
" إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي". فسأله عبد الله : " أي مولى تعني؟ "
فأجابه: "الله، نعم المولى ونعم النصير". يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربةٍ من دَيْنِهِ إلا قلت ...
( يا مولى الزبير، اقضِ دينه. فيقضيه )

رد: حواري الرسول

فضائله

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير بن العوام .. ( فداك أبي وأمي )
قال ذلك في حق الزبير مراراً، من ذلك يوم الأحزاب حينما أرسله إلى بني قريظة.

وروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة بن الزبير ..
( أبوك من الذين استجابوا لله ولرسوله من بعد ما أصابهم القرح )

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ... ( لكل نبي حواري، وحواريَّ الزبير بن العوام )

قال عنه عمر بن الخطاب ..
( إنه عود من عمد هذا الدين وركن من أركان الأسلام ، وعند وفاته لَم يبق موضع في جسده إلاَّ وبه جرح مع رسول الله عليْه السلام
حتى انتهى منه ذلك إلى الفرج، بل إن صدره الذي يقابل به الأعداء أصبح كأمثال العيون من الضربات والطعنات
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، بشره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة وهو على قيد الحياة.

وروي أن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلاً يقول ...
( أنا ابن الحواري. فقال عبد الله: إن كنت من ولد الزبير، وإلا؛ فلا )

وروي .. ( أن للزبير ألف مملوك يؤدون له الخراج، وكان لا يدخل بيته منه شيئاً، يتصدق به كله )

وروي ... ( أن عثمان بن عفان رضي الله عنه حينما أصابه رعاف شديد؛ قيل له: يا أمير المؤمنين! استخلف
قال : ومن؟ فقيل له : الزبير بن العوام. قال: نعم، أما والذي نفسي بيده؛ إنه لخيرهم، وإنه لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم )
رواه البخاري في صحيحه.

وقد أوذي الزبير في ذات الله، حينما أسلم كان عمه يعلقه في حصير ويدخن عليه حتى يرجع عن دينه إلى الكفر،
فيقول .. ( لا والله؛ لا أرجع عن ديني أبداً )

وروي ...
( أن الزبير رضي الله عنه باع داراً له بست مئة ألف، فقيل له: يا أبا عبد الله! لقد غبنت في دارك. قال: كلا، هي في سبيل الله )

وروي عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال ...
( انصرف الزبير يوم الجمل عن قتال علي، فلقيه ابنه عبد الله، فقال: جبناً؟ جبناً؟ قال: قد علم الناس أني لست بجبان،
ولكن ذكّرني علي شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنسيته؛ فحلفت أن لا أقاتله. ثم قال ...
ترك الأمور التي أخشى عواقبها :: :: :: في الله أحسن في الدنيا وفي الدين

وروي عن شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن: سمعت الشعبي يقول ...
( أدركت خمس مئة أو أكثر من الصحابة يقولون: علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة )
وقد تواردت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم في الجنة، وهؤلاء الأربعة كلهم قُتلوا شهداء رضي الله عنهم.

قال ابن المديني ... ( سمعت سفيان يقول: جاء ابن جرموز قاتل الزبير إلى مصعب بن الزبير حينما كان والياً على العراق
لأخيه عبد الله بن الزبير فقال له: أقدني بالزبير فكتب مصعب لأخيه يشاوره في الأمر؛ فكتب إليه عبد الله قائلاً ...
( أنا أقتل ابن جرموز بالزبير؟! ولا بشسع نعله )
شجاعتة

هو فارس الإسلام ، فقد روي أن الزبير رضي الله عنه هو أول من سلَّ سيفه في الإسلام في سبيل الله.

وروي بإسناد صحيح عن هشام، عن أبيه، قال..
( كان على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجر بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ..
( إن الملائكة نزلت على سيما الزبير )

وعن عروة بن الزبير قال ...
( كان في أبي ثلاث ضربات بالسيف، كنت أدخل أصابعي فيها: اثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك )

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب ...
( من يأتيني بخبر بني قريظة )
قالها ثلاث مرات، كل مرة يقوم الزبير، فيقول: أنا آتيك بخبرهم يا رسول الله!
فعند ذلك، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: ( فداك أبي وأمي )

وروي: أن ابن جرموز قاتل الزبير جاء إلى علي بن أبي طالب ومعه سيف الزبير، فقال علي ...
( طالما ذب هذا السيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )

وروي ... ( أن الزبير رضي الله عنه قاتل رجلاً بمكة قبل الهجرة وهو غلام )

وذكر ابن إسحاق في تاريخه ... أن أخا مرحب اليهودي يوم خيبر ـ واسمه ياسر ـ خرج بعد مقتل أخيه مرحب يريد المبارزة
فخرج إليه الزبير بن العوام يبارزه، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يا رسول الله! يقتل ابني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( بل ابنك يقتله إن شاء الله) فلما التقيا؛ قتله الزبير رضي الله عنه

وروي ( أن الزبير يوم اليرموك اخترق صفوف المشركين مرتين يدخل من جانب ويخرج من الجانب الآخر سالماً
إلا أنه ضرب من قفاه بضربتين ... رواه البخاري في صحيحه.

وكان الزبير رضي الله عنه في ميمنة الجيش يوم بدر، وكانت له اليد البيضاء،
فقد جندل صنديداً من صناديد فراعنة كفار قريش، وهو عبيدة بن سعيد بن العاص.

وروي عن الثوري قال ... ( هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة من المهاجرين: حمزة، وعلي، والزبير )

كان الزبير إذا قيل له: إن سيفك لصارم، قال ... ( والله ليس بصارم، ولكني أكرهته )

قال حسان بن ثابت في الزبير:

هو الفارس المشهور والبطل الذي :: :: :: يصول إذا ما كان يوم محجل

* في غزوة بدر
كان الزبير أحد مغاوير الإسلام وأبطاله في يوم الفرقان ، وكان على الميمنة، وقد قتل الزبير في هذا اليوم العظيم عبيدة بن سعيد بن العاص
كما قتل السائب بن أبي السائب بن عابد، ونوفل بن خويلد بن أسد عمه.

* في موقعة الجمل
بعد استشهاد عثمان بن عفان أتمَّ المبايعة الزبير وطلحة لعليٍّ ، وخرجوا إلى مكة معتمرين، ومن هناك خرجوا إلى البصرة
للأخذ بثأر عثمان وكانت وقعة الجمل عام 36هـ؛ طلحة والزبير -رضي الله عنهما- في فريق، وعليٌّ في الفريق الآخر.

وانهمرت دموع علي عندما رأى أم المؤمنين عائشة في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة ...
" يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت؟" ثم قال للزبير ...
" يا زبير، نشدتك الله، أتذكر يوم مر بك رسول الله ونحن بمكان كذا، فقال لك: ( يا زبير، ألا تحب عليًّا؟ )
فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني؟ فقال لك: ( يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ).
فقال الزبير : نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لا أقاتلك".

وأقلع طلحة والزبير -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعا حياتهما ثمنًا لانسحابهما،
ولقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا؛ فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرًا وهو يصلي،
وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهمٍ أودى بحياته.
 قلة روايتة للحديث

كان حريصًا على ملازمة رسول الله ، إلا أنه لم يروِ الكثير من الأحاديث ...
فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ : مَا لِي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا ؟!
قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ".

رد: موضوع جديد

استشهادة

لما كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله، وسارع قاتل الزبير إلى عليٍ يبشره بعدوانه على الزبير
ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه، لكن عليًّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، وأمر بطرده قائلاً :
" بشِّرْ قاتلَ ابن صفية بالنار". وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبَّله الإمام علي، وأمعن في البكاء
وهو يقول: " سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله ".

وبعد أن انتهى علي من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلاً ...
( إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله عز وجل فيهم ...
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِين َ} [الحجر: 47] ثم نظر إلى قبريهما
وقال: سمعت أذناي هاتان رسول الله يقول: " طلحة والزبير جاراي في الجنة " )

رد: موضوع جديد

وفاتة

روي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، أنه قال لابنه عبد الله يوم الجمل ...
( إنني يا بني لا أراه يُقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإنني لا أراني أقتل إلا مظلوماً، وإن من أكبر همي ديني الذي علي
فإن عجزت عن شيء منه؛ فاستعن عليه بمولاي. قلت: يا أبتي ! من مولاك؟ قال: الله تعالى.

فلما انصرف الزبير راجعاً نادماً من وقعة الجمل؛ لقيه عمرو بن جرموز فقتله اغتيالاً بوادي السباع
على بُعد أربعة فراسخ من البصرة، فلما بلغ علياً قَتله؛ قال: بشر قاتل الزبير بالنار )

وكان قتله سنة ست وثلاثين من الهجرة رضي الله عنه
في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله ست أو سبع وستون سنة.

وقال الواقدي ... ( قُتل الزبير رضي الله عنه وله من العمر أربع وستون سنة )

رد: موضوع جديد

رضي الله عن الزبير، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
وجمعنا به في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا

جمعتة لكم أختكم في الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق