كشفت مصادر مسؤولة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عن خطة الجماعة لحشد أنصارها ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي للتظاهر واحتلال ميدان التحرير (وسط القاهرة) يوم الأحد المقبل الموافق 6 أكتوبر (تشرين الأول)، في ذكرى انتصار حرب 1973، مشيرة إلى نيتهم الاعتصام حتى عودة مرسي للحكم وإنهاء الانقلاب العسكري على السلطة، على حد زعمهم.
وفشلت محاولات قام بها «الإخوان» وأنصارهم منذ عزل مرسي للسيطرة على ميدان التحرير، نظرا للغضب الشعبي المتعاظم ضدهم، والتأمين المشدد للميدان بواسطة عناصر من الشرطة والجيش.وقالت المصادر الإخوانية لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطة تتضمن التوجه في مجموعات صغيرة وفرادى من كل أحياء القاهرة الكبرى وليس في مسيرات كبيرة، واستدراج قوات الأمن المتوقع وجودها بكثافة حول الميدان، إلى الشوارع الجانبية المحيطة حتى يجري اقتحام الميدان.
ويعد ميدان التحرير رمزا لثورة 25 يناير، حيث تسبب الاحتشاد الكبير للمصريين فيه ولمدة 18 يوما في سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك في 11 فبراير (شباط) 2011، كما كان الميدان بؤرة مهمة في الاحتجاجات التي أسقطت خلفه محمد مرسي في 30 يونيو (حزيران) الماضي.
ويسعى الإسلاميون للسيطرة عليه بعد أن بات حكرا على مظاهرات القوى المدنية، الداعمة لخطة الطريق التي أقرها الجيش في يوليو (تموز) الماضي، وتقضي بتعديل دستور 2012 وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.
ومنذ عزل قادة الجيش لمرسي في 3 يوليو (تموز) الماضي، عقب احتجاجات حاشدة ضده، اعتاد أنصار مرسي تنظيم مسيرات احتجاجية في القاهرة وعدد من المحافظات احتجاجا على ما سموه «الانقلاب ضد الشرعية»، خاصة بعد أن فضت قوات الأمن اعتصامين لهم في 14 أغسطس (آب) الماضي بميداني «نهضة مصر» في الجيزة، و«رابعة العدوية» في القاهرة.
وحالت الإجراءات الأمنية المشددة دون دخول أنصار مرسي الميادين الرئيسة للاعتصام أو حتى التظاهر فيها، وعلى رأسها «التحرير» بوسط القاهرة، وميدان «مصطفى محمود» بالجيزة، حيث يتم إغلاقهما بالحواجز الأمنية ومدرعات الجيش المنتشرة في الشوارع.
ونجحت قوات الأمن مساء أول من أمس (الثلاثاء) في فض تجمع محدود من أنصار الرئيس المعزول داخل ميدان التحرير، بعد اشتباكات بينهم وبين الأهالي وأصحاب المحال التجارية بالميدان، واضطرت عناصر «الإخوان» للهروب في الشوارع الجانبية.
وذكر شهود عيان أن أنصار الإخوان المسلمين نجحوا في التجمع لدقائق بالحديقة التي تتوسط الميدان، مرددين هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة، فاشتبك معهم الأهالي من جهة شارع طلعت حرب، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفض الاشتباكات ونجحت بالفعل في فضها، دون وقوع إصابات.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتظاهر فيها أنصار مرسي في الميدان منذ عزله في يوليو الماضي، رغم محدودية الوقفة. وقال عبد الرحمن عاطف، أحد أعضاء حركة «شباب 18 الثورية»، المؤيدة لمرسي: «دخلنا التاريخ بأول اقتحام لـ(التحرير) منذ الانقلاب العسكــري، نوجه الشكر لكل من دعمنا، وعودتنا قريبة».
وبدأت نيابة قصر النيل، برئاسة المستشار سمير حسن، التحقيق في واقعة الاشتباكات، التي تبادل فيها الطرفان التراشق بالحجارة حتى تدخل الأمن وألقى القبض على 5 متهمين من عناصر «الإخوان» تحقق معهم النيابة بتهمة إثارة الشغب، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية).
وكان «التحالف الوطني لدعم الشرعية وكسر الانقلاب»، الذي شكلته الأحزاب والتيارات الإسلامية الداعمة لمرسي بقيادة جماعة الإخوان بعد عزله، قد دعا أنصاره للمشاركة في مظاهرات «عارمة» يوم 6 أكتوبر، تحت اسم «اليوم الأخير للانقلاب» و«يوم عودة الجيش للشعب»، باعتباره اليوم الذي سيعود فيه مرسي لقيادة البلاد.
وقالت مصادر إخوانية متعددة، مسؤولة عن التنسيق للحشد في هذا اليوم، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم «واثقون بالنصر وعودة مرسي للحكم مرة أخرى»، مشيرين إلى «مئات الآلاف الذين يخرجون يوميا في جميع أنحاء الجمهورية للتنديد بالانقلاب ورفض الحكومة الحالية، رغم حملة الاعتقالات والقمع التي تمارس ضدهم، وتجاهل وسائل الإعلام لهم»، على حد زعمهم.
وأكدت المصادر، التي رفضت ذكر أسمائها خوفا من الملاحقات الأمنية، أن «اعتقال المئات من قيادات التنظيم لن يحول دون التنسيق للخروج في مظاهرات سلمية ضد هذا النظام»، مشيرة إلى أن «المواطنين يخرجون من تلقاء أنفسهم للدفاع عن الديمقراطية وأصواتهم التي أدلوا بها في الانتخابات الماضية والتي يتم تجاهلها الآن، وأنهم واثقون بنصر الله مهما طال بهم الوقت».
وذكرت المصادر أن النزول يوم 6 أكتوبر سيكون في مسيرات حاشدة بعد صلاة الظهر في جميع أنحاء الجمهورية ومن المساجد الرئيسة في كل حي ومنها مسجدا «النور» بالعباسية و«الاستقامة» بالجيزة، إلا أن التوجه للميادين الرئيسة؛ مثل: «التحرير» و«رابعة العدوية» و«نهضة مصر» سيكون عبر تجمعات صغيرة وفردية حتى تتمكن من الدخول في هذا الميدان، وأنه في حال منعهم سيكون التظاهر بكثافة في الشوارع الرئيسة المحيطة بالميدان لإرباك وإرهاق قوات الأمن التي لن تستطيع الصمود مع الأعداد الكبيرة التي ستحتشد في الشوارع.
وأشارت المصادر إلى «نيتهم الاعتصام في الميادين الرئيسة حتى زوال الانقلاب»، رغم إدراكهم خطورة المواجهات مع قوات الأمن، التي فضت اعتصامين لهم من قبل أسفرا عن مقتل المئات.
وقامت قوات الأمن أمس بتعزيز وجودها بمحيط السفارتين الأميركية والبريطانية بمنطقة جاردن سيتي الملاصقة لميدان التحرير. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن حالة من الهدوء تسود الميدان حاليا، وإن حركة المرور تسير بشكل طبيعي، مشددة على أنه لن يسمح لأنصار مرسي بالتظاهر أو الاعتصام في ميدان التحرير يوم الأحد المقبل (6 أكتوبر)، وأن هناك خطة أمنية محكمة لضبط كل الخارجين عن القانون ومثيري الشغب. كما جرى اليوم إزالة الحواجز الخرسانية بشارع قصر العيني، المتقاطع مع ميدان التحرير وفتحه لمرور العربات.
ومن جهتها، دعت حركة «تمرد»، التي قادت مظاهرات عزل مرسي، الشعب المصري إلى النزول يوم الأحد المقبل في كافة ميادين مصر للاحتفال بالذكرى الأربعين لحرب أكتوبر، مطالبة في بيان لها أمس «كافة الأجهزة الأمنية بحماية الشعب من أي جماعة إرهابية تحاول إفساد هذا اليوم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق